هو الأستاذ العلامة العربي ابن الحاج علي الشهير باللُّوهْ بن عمر بن زيان بن حَمُّو العمارتي، أبوه علي اللوه من أعيان قبيلة بقوية، شارك في حرب الريف الثانية بقيادة عبد الكريم الخطابي وتوفي سنة 1927م.

ولد العلامة العربي اللُّوهْ سنة 1323 هـ الموافق لـ 1905م بقرية تِغَنِمِينْ، من قبيلة بْقِيوَة إحدى قبائل الريف الأوسط الممتدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط  بين مدينتي الحُسَيْمَة في الشرق  وَبادِيس في الغرب، حيث تَرَبَّى في كَنَف والدته الحاجة عائشة بنت الحاج محمد التْسُولي وتحت رعايتها.

وعند  بلوغه سن الإدراك والتميز التحق الشيخ العربي اللوه بالكُتَّاب، لكي يتعلم مبادئ القراءة والكتابة وحِفْظ القرآن الكريم، وبعد أن أتمَّ حِفْظ القرآن الكريم انتقل إلى حفظ المتون العلمية.

ثم رحل الشيخ العربي اللوه إلى قرية سيدي بوسْيَاف من قبيلة بني خالد الغمارية لتلقي بعض العلوم العربية والشرعية على يد خيرة شيوخ العلم  كالشيخ السِّي بْلْحَاج لمدة سبعة أشهر.

ثم ارتحل إلى الناحية الجبلية ولازم في قبيلة وَادْرَاس الشيخ الفاضل محمدا أبا تفاح -تغمده الله برحمته- ولزم مجلسه أكثر من سنتين، أخذ عنه فيها جملة من العلوم منها: علوم العقائد، والفقه، والفرائض، والنحو، والصرف؛ ثم شَدَّ الرحال إلى قبيلة جبل حبيب ولازم  فيها الشيخ الوقور العلامة النابغة المرحوم محمد الأندلسي المشهور.

ثم انتقل إلى تونس العاصمة التي وصلها سنة 1342 هـ 1923م متسللا عبر الحدود، بعد اندلاع نار الثورة الوطنية الريفية ضد الإسبانيين، التي كان يقودها المقاوم الكبير محمد عبد الكريم الخطابي، وقد كانت هذه الفتنة الحربية حائلا بين الشيخ العربي اللوه وبين الالتحاق بجامع القرويين، والسبب في هجرته خارج المغرب.

ولما دخل الشيخ العربي اللوه الديار التونسية التحق بكلية الزيتونة العتيقة التي شمَّر فيها عن ساعد الجد، فحصل فيها العلوم الكثيرة، كعلوم العقائد، والفرائض، والمنطق، والنحو، والبلاغة، والتاريخ، والجغرافية، وكذا مبادئ الهندسة، والحساب، وأدب البحث والمناظرة، وغيرها من العلوم.

وفي هذه الفترة تلقى العلمعلى يد مجموعة من الشيوخ كالشيخ العلامة المقاصدي محمد الطاهر بن عاشور، والشيخ الإمام محمد الصادق النِّيفَر، والشيخ العلامة السيد الصالح المالقي، والشيخ محمد السيد القاضي، والشيخ عثمان بن السيد خُوجَهْ، وغيرهم كثير لا يتسع المقام لذكرهم كلهم؛ وفي هذه الفترة من الطلب بجامع الزيتونة أجازه الشيخان: بلحسان النجار، والبشير النيفر إجازة في الرواية.

وبقي العلامة الشيخ العربي اللُّوه جادا في الطلب صابرا يُكابد المشاق، واصلا كَلاَل اللَّيل بكَلَال النهار حتى تخرّج من الجامعة المذكورة سنة 1348هـ/1929م، محصلا لشهادة العَالمِيِة المصطلح عليها بالتطويع، ويكفيه شرفا أن تكون مذيلة بتوقيعات كل من الشيخ الإمام محمد الطاهر بن عاشور، والشيخ أحمد بَيْرَم، والشيخ محمد رضوان، والشيخ صالح المالقي، ثم بعد ذلك بسنوات قليلة شَدَّ الرحال صوب بيت الله الحرام رفقة والدته، وبعد عودته إلى موطنه الأصلي تقلَّد عدة مناصب؛ ففي سنة 1350هـ عُيِّن قاضيا لقبيلة بني يَدَّرْ من المقاطعة الجبلية، ثم نائبا لمدير الأحباس بالناحية الشرقية سنة 1351هـ، ثم مستشارا شرعيا بنيابة الأمور الوطنية بتطوان في عام 1354هـ، وفي هذا العام أيضا عُيِّن كاتبا أولا في الحكومة الخليفية بتطوان، ثم عُيِّنَ كاتبا عاما للصدارة سنة 1372هـ، ثم وزيرا للأحباس سنة 1374هـ في الحكومة الخليفية، و بقي في منصبه هذا إلى أن سقطت الحكومة الخليفية. وكان قد انتخب نائبا في مجلس النواب في أول برلمان وطني تأَسَّسَ بالمغرب.

اشغل مترجمنا مدرسا بالمعهد الديني الثانوي بتطوان، ثم أستاذا بالمعهد الديني العالي، ثم عمل أستاذا بكلية أصول الدين التابعة لجامع القرويين بالمدينة نفسها.

خلف العلامة اللوه آثارا علمية ككتاب أصول الفقه، والرائد في علم العقائد، والمنطق الطبيقي، والمنهال في كفاح أبطال الشمال.

توفي الشيخ العلامة العربي اللوه يوم الخميس 22 ذي القعدة الحرام سنة 1408هـ/1988م.